مدة غياب الزوج عن زوجته.. حكمه وضوابطه

موقع أيام نيوز

يقول الشيخ عطية صقر لا شك أن من أهم مقاصد الزواج تنظيم نشاط الغريزة الذي يكون من آثاره عفة الزوج والزوجة عن الحړام والذرية التي تتربى في ظل الأسرة المستقرة فكما أن له حقا في اتصاله بها كذلك هي لها حق في الاتصال به وإن كان الحياء يكفها عن المطالبة به بطريق مباشر في غالب الأحيان فهي مثله مخلوق بشرى تتحرك فيه الغريزة.

والزواج هو الفرصة المشروعة لتلبية ندائها ومن هنا لم يرض النبي صلى الله عليه وسلم عمن عزم ألا يتزوج وعن عبد الله بن عمرو بن العاص الذي صرفته عبادته عن حق زوجته وعن أبي الدرداء الذي ترك زوجته مكتئبة بملابسها المبتذلة لانشغاله بصيام النهار وقيام الليل وكل ذلك وردت به الأحاديث الصحيحة. 
إن كلا من الزوجين حين يبتعد أحدهما عن الآخر يحس بالفراغ وينتابه القلق ويتعطش للاطمئنان على نصفه الآخر ويغذى هذا الشعور أمران أحدهما يحتاجه الجسد والآخر يحتاجه القلب وإذا طال أمد البعد قوى ألم الفراق وربما أورث مرضا أو أمراضا وعند طلب العلاج قد يكون الزلل إن لم يكن هناك عاصم من دين وحصانة من أخلاق .
وقد جاء في المأثور أن عمر رضي الله عنه سمع وهو يتفقد أحوال رعيته ليلا زوجة تنشد شعرا تشكو فيه بعد زوجها عنها لغيابه مع المجاهدين وتضمن شعرها تمسكها بدينها وبوفائها لزوجها ولولا ذلك لهان عليها بعده وذلك بآخر يؤنسها في غيبة الزوج. إن بعد الزوج عن زوجته حتى لو وافقت عليه حياء أو مشاركة في كسب يفيدهما معا يختلف في أثره عليها ولا تساوى فيه الشابة مع غيرها ولا المتدينة مع غيرها ولا من تعيش تحت رعاية أبويها مع من تعيش وحدها دون رقيب.
وإذا كنت أنصح الزوجة بتحمل بعض الآلام لقاء ما يعانيه الزوج أيضا من بعد عنها فيه مصلحتهما معا فإني أيضا أنصح الزوج بألا يتمادى في البعد فإن الذي ينفقه حين يعود إليها في فترات قريبة سيوفر لها ولأولاده سعادة نفسية وعصمة خلقية لا توفرها المادة التي سافر من أجلها فالواجب هو الموازنة بين الكسبين وشرف الإنسان أغلى من كل شيء في هذه الحياة وإبعاد الشبه والظنون عن كل منهما يجب أن يعمل له حسابه الكبير. 
ولئن كان عمر رضي الله عنه بعد سؤاله حفصة أم المؤمنين بنته قد جعل أجل الغياب عن الزوجة أربعة أشهر. فإن ذلك كان مراعى فيه العرف والطبيعة إذ
تم نسخ الرابط